التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
يتناول المقال تاريخ الإسلام في بلغاريا وحتى فتح العثمانيين لبلغاريا وتكوين إمار بلغاريا وصور الاضطهاد الشيوعي ومأساة المسلمين
جغرافيا بلغاريا:
بلغاريا Bulgaria أي فولغا وتعرف ب "إري" أي إنسان الفولغا، وأطلق اسم بلغاريا للمرة الأولى على شعوب القوقاز التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفياتي سابقًا، ويعتبروا أيضًا فرعًا من الأتراك. وتعد بلغاريا من أجمل الدول السياحية وتتمتع بالمناظر الخلابة الجبلية والساحلية، جبال رودوب في الجنوب الغربي، ونهرا استروما وماري تريزا، وسهل تراقيا الجميل والخصب في القسم الجنوبي الشرقي من بلغاريا، وسهل الدانوب حيث يشكل نهره حدود بلغاريا الشمالية مع رومانيا، وتخترق المستنقعات صوفيا غربًا وسليفن شرقًا وتحيط بها الغابات الخضراء، فمناخها جميل ومعتدل الحرارة رغم أنه قاري, إلا أن الغابات تلطف من حرارة الصيف.
تقع بلغارية في الجنوب الشرقي من القارة الأوربية، في الجزء الشرقي لشبه جزيرة البلقان، فهي تطل على البحر الأسود شرقًا، وتتشارك في حدودها غربًا مع يوغوسلافيا ومقدونيا، وتحدها رومانيا من الشمال، واليونان من الجنوب، ومن الجنوب الشرقي تركيا. عاصمتها صوفيا أي الحكمة باللغة اليونانية، وهي أهم مدنها وأقدمها وأجملها إذ بناها التراقيون اليونان منذ أكثر من 2700 عام ويعتبرهم البلغار أجدادهم، وهي تحفل بالجامعات المهمة ومركز صناعي وتجاري مهم بين دول البلقان. وتأتي بعدها بالأهمية فارنا التي تزخر بأفضل المنتجعات الصحية والسياحية، وروس، وبورغازي، وبلوفيديف. تبلغ مساحتها الإجمالية 110994كم2، ويبلغ عدد سكان بلغاريا 7364570 نسمة حسب التعداد الوطني عام 2011م.
وأصل البلغار يرجع إلى الأصل التركي الذين جاءوا من الشرق من حوض نهر الفولغا الأعلى، وقد دخلوا لأرض بلغاريا في منتصف القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي، وتعلموا لغة أهل المناطق وهي لغة السلافيين وقلدوا أهل البلاد حتى صاروا سلافًا مثلهم، ثم اكتمل الأمر بدخولهم النصرانية سنة 351هـ / 962م، وكذلك تعيش في بلغاريا شعوب مختلطة من التتار، وأقليات من الغجر والرومان ومن الأرمن.
تاريخ الإسلام في بلغاريا:
كانت بلغاريا في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي تحت الحكم المسيحي، حيث اعتنق ملكها "سيمون" المسيحية، وأصبح الدين الرسمي لمملكته عام 250هـ / 865م. بعد أن كانت تزخر باليهود. ويفيدنا التاريخ أن المسلمين هزموا اليهود الخزر المجاورين للبلغار سنة 120هـ / 737م، في جزيرتهم الخزر (تقع على ضفاف نهر الفولغا الذي يصب في بحر الخزر أي بحر قزوين)، في أيام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وكذلك في أيام الخليفة العباسي هارون الرشيد سنة 183هـ / 779م. وأبيدت دولة الخزر اليهودية وسيطر المسلمون عليها بشكل تام سنة 210هـ / 825م. وحينذاك انتشر الإسلام في بلاد الخزر وبلاد البلغار وما يجاورها على ضفاف نهر الفولغا.
هاجم قياصرة الروس يهود الخزر سنة 350هـ / 963م، وبعد ذلك بأربع سنوات أسلم ملك الخزر، وأسلم معه عدد كبير منهم، غير أن حاكم روسيا ماستيسلاف الأول هاجم ما بقي من يهود الخزر، وساعده الروم البيزنطيون، فقتلوا مَنْ قتلوا وشرّدوا مَنْ شردوا سنة 407هـ / 1016م. واعتنق بعض الخزر النصرانية وبعضهم اعتنق الاسلام، وبقي أقلية يهودية منهم مازالت تعيش إلى اليوم في جزيرة الخزر إلا أن الحكم السائد كان للملك المسيحي الأرثوذكسي.
أما البلغار فاعتنقوا الإسلام قبل يهود الخزر الذين يجاورونهم ويعيشون معهم في حال حرب مستمرة. وحج أحد أولاد ملك البلغار في عهد الخليفة العباسي المقتدر بالله قبل سنة 320هـ / 943م، وزار الأمير البلغاري بغداد وقدم فروض الطاعة للخليفة العباسي المقتدر وطلب منه المساعدة، فأرسل معه بعثة إسلامية سنة 309هـ / 922م. وكان مع البعثة الفقية ابن فضلان الذي دوّن وقائع تلك الرحلة في "رسالة ابن فضلان" أو "رحلة ابن فضلان"، ويتضح من الرحلة أن قاعدة ملك البلغار كانت جنوب ملتقى نهر القاما ونهر الفولغا. كما اصطحب ابن فضلان المهندسين، فساعدوا الملك البلغاري على بناء حصنًا كبيرًا لحماية بلاده من غزوات القبائل المتناحرة مع البلغار الذين تمركزوا في بلغاريا.
كما زار مملكة بلغار الإسلامية أبو حامد الأندلسي في حدود سنة 530هـ / 1135م، وذكر حروبهم مع روم القسطنطينية البيزنطيين.
وبعد أن انتشر الإسلام بين البلغار وجيرانهم على ضفاف نهر الفولغا والقوقاز وقعت حروب بين القبائل المتناحرة في تلك المناطق، فاندفعت هجرات متلاحقة اتجهت غربًا نحو أوروبا الشرقية. فاستوطن الهنغار في المجر، والبوشناق في البوسنة والهرسك، والبلغار في بلغاريا الحالية التي يُقال: إن اسمها محرف من كلمة "فولغا – إري" أي إنسان الفولغا، ويقال: إن بداية الهجرات البلغارية من حوض الفولغا بدأت في القرن الأول الهجري / السابع الميلادي وتتابعت في القرون اللاحقة، وفي القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي شكل البلغار مملكة. حيث اعتنق ملك بلغاريا سيمون اعتنق النصرانية وقاد حملة التغير التي استمرت بالنمو في أيامه واصطدام مع المسلمين الهنغر والباش غرد وغيرهم في حوض الدانوب. وسار أحفاده على طريقه، وقد أصبح الدين المسيحي دينًا رسميًا لبلغاريا سنة 251هـ / 865م. ولكن عددًا من البلغار بقي على دين الإسلام، لكن هذا العدد من المسلمين ظل ضعيف الجانب حتى الفتح العثماني.
وقد غزا بلغاريا المغول في القرن السابع الهجري / الثالث عشر فانتشر الإسلام بين البلغار والدول المجاورة لها في عدة مناطق على ضفاف نهر الفولغا والقوقاز، حتى فتح السلطان العثماني مراد الأول بلاد البلقان في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي.
الفتح العثماني لبلاد بلغاريا:
يعد التاريخ الحقيقي لدخول الإسلام إلى بلغاريا مع الفتح العثماني الذي قام به السلطان مراد الأول، الذي فتح أدرنة سنة 762هـ / 1361م وجعلها عاصمة للسلطنة العثمانية، ثم فتح فلبة في بلغاريا، ثم فتح صوفا والجزء الجنوبي من بلغاريا سنة 785هـ / 1383م بعد أن حاصرها ثلاث سنوات. وعمت الفتوحات الإسلامية بلغاريا وشارك المسلمون البلغار فيها وتحرروا من ظلم الروم الأرثوذكس البيزنطيين، وبفضل مشاركة المسلمين المحليين في حروب البلقان اتسعت رقعة الفتوحات في شكل يذكرنا بسرعة الفتوحات الإسلامية في الشام ومصر والعراق في القرن الأول الهجري.
وقد تمت عملية مواصلة الفتح على يد السلطان بايزيد الصاعقة ابن مراد الأول وتم الاستيلاء على جميع أراضيها سنة 796هـ / 1394م, وكان هذا الفتح إيذانًا باشتعال الحروب الصليبية الأوربية ضد الإسلام، وخرجت بلغاريا من السيادة العثمانية بعد هزيمة بايزيد الصاعقة على يد الطاغية تيمور لنك في معركة سهل أنقرة سنة 805هـ / 1402م، ولكن سرعان ما عادت بلغاريا للسيادة العثمانية مرة أخرى أيام السلطان محمد الفاتح.
هاجر الأتراك العثمانيون إلى بلغاريا في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي أثناء الفتوحات الاسلامية لدول البلقان، وسيطروا على معظم أراضيها وعاشوا فيها حوالي خمسة قرون وبلغ عددهم آنذاك حوالي 800 ألف نسمة، فاستقر معظمهم في مقدونيا ورودوبيس وصوفيا، ولكن عددهم تناقص بعد حلف ألمانيا 1887م. وأجبروا على العودة إلى تركيا الحالية بعد سقوط الخلافة العثمانية وتقاسم أراضيها بين الحلفاء والروس، حتى أصبح عددهم لا يتجاوز نصف المليون نسمة بعد الحرب العالمية الثانية.
إمارة بلغاريا الإسلامية:
ومرت قرون السنين وتآمر الأوروبيون والروس على الخلافة الإسلامية العثمانية وتحولت بلغاريا إلى ميدان للمعارك بين المسلمين العثمانيين والروس الأرثوذكس .وقد ظلت بلغاريا تحت حكم الإسلامي العثماني حتى سنة 1295هـ / 1878م في مؤتمر برلين الذي أعطيت فيه بلغاريا الاستقلال النهائي عن الدولة العثمانية التي كانت في حالة شديدة من الضعف وتسلط الأعداء. وأثناء حكم العثمانيين لتلك البلاد والذي امتد أكثر من خمسة قرون (796 - 1295هـ / 1394 - 1878م) كان من الطبيعي أن يدخل الإسلام مع الفاتحين الجدد واستوطن عدد من العثمانيين البلاد كما اعتنق الإسلام عدد من أهل البلاد وقد عرف هؤلاء باسم "البوماك". وعلى الرغم من طول فترة الحكم الإسلامي لتلك البلاد إلا أن عد المسلمين لم يكن كبيرًا مقارنة مع النصارى؛ ذلك لانصراف العثمانيين عن الاهتمام بالدعوة ونشر الدين الإسلامي في البلاد المفتوحة خاصة أوروبا، حيث كانت الدعوة يقوم بأمرها الدعاة والمحتسبون على مستوى فردي أو جماعات وليس سياسة دولة شاملة, كذلك لضعف العثمانيين في اللغة العربية جعلهم لا يقومون بواجب الدعوة كما يجب أن يكون.
وهُزم العثمانيون أمام التحالف الصليبي، وبدأت المجازر الجماعية تطاول المسلمين العزل مما فتح باب الهجرة فهاجر مَنْ هاجر ولاذ مئات آلاف المسلمين بالجبال، وتآمر اعضاء حزب الاتحاد والترقي مع الماسون ويهود الدونمة وعملاء السفارات الأوروبية، وأثاروا الفتن الداخلية في بلاد الخلافة الإسلامية العثمانية. واستغل الوضع الهش أمير بلغاريا فردناند فأعلن استقلال بلغاريا سنة 1326هـ / 1908م. واتخذ لنفسه لقب قيصر وحكم البلاد حكمًا روميًا أرثوذكسيًا حتى سنة 1362هـ / 1943م. وأصبحت بلغاريا مملكة كبرى إثر معاهدة إستانبول 1908م على حساب توسعها بالأراضي العثمانية حيث كان الأتراك يشكلون أكثر من ثلث سكانها، وشاركت في الحرب العالمية الأولى مع تركيا وألمانيا، ونالت حقوقها باحترام حرياتها من قبل السلطنة العثمانية مقابل احترام حقوق الأتراك البلغار بعد معاهدة مع الحلفاء عام 1919م. إلا أن مساحاتها الكبرى تعرضت للإنحسار عقب خسارتها في مشاركتها في الحرب العالمية الثانية إلى جانب ألمانيا، ثم بعد اجتياحها من قبل الروس الشيوعيون.
المشروع الشيوعي لمحاربة الإسلام في بلغاريا:
عندما قامت الحرب العالمية الأولى انضمت بلغاريا إلى جانب الألمان والعثمانيين وأصابها أذى الهزيمة التي لحق بدول الاتفاق، ثم كانت الطامة بعد الحرب العالمية الثانية حيث تسلم الشيوعيون الحكم فأصاب المسلمون أذى وحيف مرعب من الشيوعيين تارة باسم محاربة الأديان والإلحاد وتارة باسم العصبية القومية ومحاربة الأتراك, وعندما رأى أعداء الإسلام الزيادة السكانية المطردة للمسلمين شرعوا في وضع مشروع يهدف لمحاربة المسلمين وطمس هويتهم الإسلامية بالعمل على دمجهم وإذابتهم في المجتمع الشيوعي , ويتلخص هذا المشروع الشرير في عدة نقاط:
1- تغيير أسماء المسلمين إلى أسماء بلغارية نصرانية وذلك باتباع عدة خطوات كما يلي:
- يعطى المسلمين طلبات جاهزة يسجل فيها رب الأسرة اسمه وأسماء أفراد عائلته وما يقابلها من أسماء نصرانية يختارها لنفسه ولأفراد أسرته من بين قائمة أسماء مرفقة من قبل السلطات الشيوعية.
- عدم تسجيل المواليد الجدد بأسماء إسلامية.
- لا تتم إجراءات الزواج وتسجيله إلا بأسماء غير إسلامية.
- لا تعطى شهادات من أي نوع أو بطاقة شخصية إلا بأسماء غير إسلامية.
2- منع إرتداء الحجاب للمسلمات : إذ لا تستطيع المرأة المسلمة المحجبة أو حتى شبه المحجبة أن تشترى أبسط الحاجيات من المحال ولا تستطيع حتى أن تخرج من بيتها.
3- إلغاء مقابر المسلمين وجعل مقابرهم مشتركة مع غير المسلمين مع إلغاء إجراءات الدفن التي تقوم على الطريقة الإسلامية.
4- إلغاء الأجازات والاحتفالات بالأعياد الإسلامية ومنع الأضاحي في عيد الأضحى المبارك.
5- تحجيم عدد المساجد الذي كان يبلغ 1200 بهدم القديم وعدم ترميمه وتحويل غيره لمهمة أخرى بل إن متحف صوفيا كان في الأصل مسجدًا ولا يسمح ببناء مساجد جديدة ولا يسمح برفع الآذان وإذا مات إمام المسجد قفلوه بحجة أن إمام المسجد توفى.
6- تعيين مفتى أكبر يرعى شئون المسلمين ممن يؤيدون السلطة ويتزلفون لها ومنع وصول أي عالم لأرض بلغاريا ليظل المسلمين في جهل شديد مع منع إنشاء المدارس الإسلامية.
7- إهمال مناطق إقامة المسلمين وتجمعاتهم حتى يسودها الفقر والبؤس والجهل وتعد مناطق المسلمين من أكثر مناطق بلغاريا تخلفًا.
8- منع اقتناء المصاحف ومنع الهجرة لخارج البلاد ومنع القيام بالحج ليبقى المسلمون في بلغاريا بمعزل عن إخوانه في الخارج.
وبنظرة سريعة على بنود هذا المشروع الخبيث نجد أنه يهدف لطمس الهوية الإسلامية تمامًا وقطع صلات المسلمين البلغار بغيرهم من مسلمي العالم , وإبقاءهم أسر الفقر والجهل والتخلف مع قمع أي ثورات أو حركات يقوم بها المسلمون.
صور من معاناة مسلمي بلغاريا:
وبدأت نسبة المسلمين بالانحدار في بلغاريا بعدما كانوا يشكلون نصف سكانها. ولكن بلغاريا شردت المسلمين فاتجهوا نحو البلاد الاسلامية، إلى أن سقطت الشيوعية نال المسلمون هامشًا ضيقًا من الحرية الدينية.
1- في منتصف القرن الرابع عشر الهجري / العشرين الميلادي بالتحديد سنة 1380هـ/1960م حوصر المسلمون في بلغاريا وسادت محاكم التفتيش وأجبر المسلمون على الارتداد عن دينهم او الهجرة، وقتل منهم الآلاف، وتعرضوا لحملة شيوعية ودمرت الجوامع والمساجد والتكايا والزوايا والمدارس الإسلامية.
2- عند صدور المشروع الشيوعي لطمس الإسلام امتنع المسلمون عن تنفيذه وقاوموه بشدة مما دفع بالشيوعيين لتكوين مجموعات بوليسية مسلحة من قبل وزارة الداخلية لإجبار المسلمين على ذلك, فتم محاصرة قرى المسلمين وقاموا بانتهاك حرمات المنازل وقتلوا عددًا كبيرًا من النساء والأطفال وتعرض الكثير منهم لنهش الكلاب البوليسية ولإخفاء تلك الجرائم تم القبض على بعض المسلمين واتهموهم زورًا وبهتانًا بارتكاب تلك الجرائم وحكم عليهم بالإعدام ونفذ.
3- في 10 مايو سنة 1972م تحرك حوالى خمسة آلاف مسلم من منطقة بازر جيك في مظاهرة احتجاج متجهين إلى العاصمة صوفيا، وكان ذلك في جوف الليل لكي لا يعلم بهم البوليس وقد ضمنت المظاهرة كل فئات المسلمين من الذين أعمارهم من 15 إلى 75 عامً وتحركت المظاهرة تحت ظروف قاسية تحت الأمطار الغزيرة والوصل وعلى بعد أميال قليلة من صوفيا وبالتحديد عند محطة اسكار علمت بهم السلطات فأرسلت لهم قوة ضخمة من الجيش وحاصروهم بالدبابات والعربات المصفحة وأخذوهم جميعًا وزجوا بهم في غياهب السجون مددًا طويلة.
4- في 12 مايو سنة 1972م حوصرت قرية إيلانسكة برجال البوليس تصحبهم الكلاب البوليسية فتصدى لهم المسلمون بشجاعة وبسالة وقتلوا أحد رجال البوليس وكإجراء انتقامي تم القبض على 30 مسلمًا وقدموا إلى محاكمات عسكرية أصدرت أحكامًا بالإعدام على ثلاثة من المسلمين وبالسجن على عدد آخر.
5- في العام الدراسي 1972م صدر قرار بفصل كل التلاميذ المسلمين الذين يرفضون تغيير أسماءهم وأصر التلاميذ على هويتهم ففصل الجميع.
الوضع الراهن لمسلمي البلغار:
وقد استعاد البلغار "البوماك" وهم السكان الأصليون أمجادهم ولغتهم البلغارية والتي جذورها من اللغات الصربية والسلافية وأسمائهم عام 1982م. كهوية لهم بمن فيهم ذوي الأصول التركية من المسلمين، ونالوا جميع حقوقهم وحرياتهم الدينية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي واستقلال أوروبا الشرقية وجميع دول البلقان عنه.
وأصبحت بلغاريا جمهورية ذات سيادة مستقة ودخلت كعضوة في الاتحاد الأوروبي عام 2007م. بعد أن تعرضت للتشتت والتهجير والتنكيل من قبل كل الفاتحين لأراضيها على مدى قرون. وبذلك انحسر عدد المسلمين وكثافتهم في بلغاريا إذ لا يشكلون اليوم سوى ثلث عدد السكان 27% لأنهم في تزايد مستمر بسبب عدد الولادات: 13% عام 1949م. إلى 17% عام 1971م. إلى حوالي 20% عام 2000م. ويتمركزون في المناطق الواقعة من قرب الحدود اليوغوسلافية واليونانية، ومناطق دوروبس الشرقية، وكترلوا، لودوغوريا، سلانيك.
ويتكون المسلمون البلغار من قوميات تركية: 60% أتراك، بلغار 25%، غجر 15%، وكانت تعرف مناطقهم أثناء الحكم العثماني شومين، وهي اليوم غورسكي، لازجراد وهاسكوي إلى أريغودووبر مشيري.
المساجد في بلغاريا:
كان في بلغاريا حوالي (1200 مسجد) والآن في صوفيا ثلاثة مساجد: أحدها تحول إلى متحف، والثاني إلى كنيسة، والثالث مغلق، وكان عددها أكثر من ذلك قبل استيلاء الشيوعيين على مقاليد الحكم في بلغاريا، وتمول المساجد حاليا بالجهود الذاتية، ويرأس الشؤون الدينية مفت، وتنقسم المناطق الإسلامية إلى ست، يرأس كل منطقة مجلس من العلماء، وهذا أمر شكلي فقط، ولقد ضعف التعليم الديني في ظل الحكم الحالي، فالمدارس الإسلامية لا تتعدى كونها كتاتيب ملحقة بالمساجد.
المراجع
- محمود السيد الدغيم: انتشار الإسلام في بلاد البلغار، جريدة الحياة، العدد: 13813، 1421هـ / 2001م.
- تقرير عن بلغاريا بموقع الاتحاد العام لعمال الكويت.
- مسلمو بلغاريا – البوماك، تقرير على موقع مفكرة الإسلام.
التعليقات
إرسال تعليقك